
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة - 4 نوفمبر 2025: أطلقت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة حملة "سنواتهم الأولى تفرق" بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية السنوات الأولى من حياة الطفل، بدءاً من مرحلة الحمل وحتى سن الثامنة. وتؤكد الحملة على أن هذه المرحلة تمثّل الأساس المتين لصحة الطفل وتعليمه ورفاهيته مدى الحياة، داعيةً الأسر وجميع شرائح المجتمع بشكل عام، إلى إدراك تأثير اللحظات اليومية البسيطة في تشكيل مستقبل الأطفال والمجتمع.
وتأتي هذه الحملة كمبادرة تثقيفية تمهيداً لأسبوع أبوظبي للطفولة المبكرة 2025، الذي يُقام خلال الفترة من17 إلى 23 نوفمبر 2025 تحت شعار "معاً نحو جعل أبوظبي إمارة صديقة للأسرة". كما يمكن للأسر زيارة الموقع الإلكتروني www.adecweek.ae للاطلاع على تفاصيل الأسبوع والفعاليات والأنشطة المقامة في مختلف أنحاء الإمارة.
تمثل السنوات الأولى من حياة الطفل فرصة فريدة لنموّه وتطوّره، حيث ينمو دماغه خلالها بسرعة مذهلة، مكوّناً أكثر من مليون وصلة عصبية جديدة في كل ثانية. وتُشكل هذه الوصلات الأساس الذي تقوم عليه الصحة النفسية، والانتباه، والذاكرة، والتعلّم. وبحلول سن الخامسة، يكتمل نحو90% من نمو الدماغ، ويصبح الطفل قادراً على التعرف على ما لا يقل عن 10,000 كلمة، مما يعكس النمو السريع في مفرداته خلال هذه المرحلة الحاسمة التي ينمو فيها الفضول والإبداع وحب التعلم مدى الحياة.
وتُظهر الأبحاث أن الاستثمار في مرحلة الطفولة المبكرة يحقق عوائد تصل إلى 13% سنوياً، حيث يُمكن لكل درهم يُنفق في هذه المرحلة أن يُوفّر ما يصل إلى 22.40 درهماً من التكاليف المستقبلية. فعندما ينشأ الأطفال وينمون في بيئات يسودها الحب والرعاية والأمان، يكتسبون مرونة عاطفية وثقة بالنفس، مما يؤسّس لأسر قوية ومجتمعات مزدهرة.
كما تؤثر تجارب الطفولة المبكرة أيضاً على الصحة البدنية والنفسية على حد سواء، حيث تلعب التغذية السليمة، والرعاية التفاعلية الصحيحة التي تستجيب بفاعلية لاحتياجات الطفل، والبيئات الآمنة دوراً حاسماً في دعم الصحة البدنية والنفسية مدى الحياة، فضلاً عن تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مستقبلاً. وفي الوقت نفسه، تُسهم هذه السنوات الأولى في بناء مهارات أساسية مثل التركيز، والقدرة على التكيّف، وحل المشكلات، والتعاون، والتي تُعدُّ مهارات ضرورية لتحقيق النجاح في المدرسة، وبناء العلاقات الاجتماعية، والتفاعل مع المجتمع بشكل عام.
وقالت سعادة الدكتورة حصة الكعبي، المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخاصة والشراكات في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة: "تمثل السنوات المبكرة نقطة البداية في رحلة كل طفل، والمرحلة التي تُبنى فيها أسس مستقبلنا المشترك. ومن خلال هذه الحملة التوعوية والتثقيفية نهدف إلى إلهام أولياء الأمور ومقدمي الرعاية وجميع أفراد المجتمع لإدراك أن الاستثمار في السنوات المبكرة للطفل يعزز الروابط والعلاقات الأسرية، ويُمكّن المجتمعات، ويضمن مستقبلاً أكثر إشراقاً لأبوظبي".
وتؤكد الهيئة أن الاستثمار في السنوات الأولى من حياة الطفل ليس مسؤولية الأسر وحدها، بل هو مسؤولية مجتمعية مشتركة تتطلب تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، لبناء بيئة داعمة وشاملة لكل طفل. ومن خلال أسبوع أبوظبي للطفولة المبكرة 2025، تدعو الهيئة الجميع إلى المشاركة الفاعلة في الأنشطة والفعاليات الموزعة في مختلف أنحاء الإمارة، للاحتفاء بقدرات الأطفال وإطلاق طاقاتهم، وترسيخ مفهوم أن كل لحظة تُقضى معهم تصنع فرقاً، وكل تجربة تُمنح لهم تبني مستقبلاً أكثر إشراقاً لأبوظبي وأجيالها القادمة.




هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة هي هيئة حكومية، مقرها امارة أبوظبي، تهدف لدعم التنمية الشاملة للأطفال. وتعمل الهيئة على وضع السياسات وسن القوانين والتشريعات المستندة من البحوث العلمية والتي تعنى بالطفولة المبكرة وتعزيز السلوكيات المرتبطة بها.

من الإثنين إلى الخميس
من الساعة 08:00 صباحاً وحتى 04:00 مساءً
يوم الجمعة
من الساعة 08:00 صباحاً وحتى الساعة 12:30 ظهراً